السبع ارضين وما جاء عنهن :

السبع ارضين وما جاء عنهن :



لقد قال الله تعالى :

في سورة (( الطلاق )) الاية 12
قال تعالى " اللّهُ الّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأرْضِ مِثْلَهُنّ يَتَنَزّلُ الأمْرُ بَيْنَهُنّ لّتَعْلَمُوَاْ أَنّ اللّهَ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنّ اللّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلّ شَيْءٍ عِلْمَا
"

وقال الله تعالى في سورة (( يس )) الاية 81 : " أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَأوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلاًقُ الْعَلِيمُ "

و الله تعالى يقول في قوله تعالى : (( وربك أعلم بمن في السموات والأرض )) . ساكتفي فقط بذكر تلك الاية فانا يوجد لدي ما يقارب الثلاثة صفح من تلك الايات فقط لا اريد الاطالة

ذا التفسير منقول بالحرف من كتاب التفسير لابن كثير :

يقول تعالى مخبراً عن قدرته التامة وسلطانه العظيم ليكون ذلك باعثاً على تعظيم ما شرع من الدين القويم { الله الذي خلق سبع سموات } كقوله تعالى إخباراً عن نوح أنه قال لقومه { ألم تروا كيف خلق الله سبع سموات طباقاً ؟ } وقوله تعالى: { تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن } وقوله تعالى: { ومن الأرض مثلهن } أي سبعاً أيضاً كما ثبت في الصحيحين « من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين » وفي صحيح البخاري « خسف به إلى سبع أرضين » وقد ذكرت طرقه وألفاظه وعزوه في أول البداية والنهاية عند ذكر خلق الأرض ولله الحمد والمنة, ومن حمل ذلك على سبعة أقاليم فقد أبعد النجعة وأغرق في النزع وخالف القرآن والحديث بلا مستند, وقد تقدم في سورة الحديد عند قوله تعالى: { هو الأول والاَخر والظاهر والباطن } ذكر الأرضين السبع وبعد ما بينهن وكثافة كل واحدة منهن
وهكذا قال ابن مسعود وغيره وكذا في الحديث الاَخر « ما السموات السبع وما فيهن وما بينهن والأرضون السبع وما فيهن وما بينهم في الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة ».

وقال ابن جرير : حدثنا عمرو بن علي, حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد عن ابن عباس في قوله تعالى: { سبع سموات ومن الأرض مثلهن } قال: لو حدثتكم بتفسيرها لكفرتم, وكفركم تكذيبكم بها,

وحدثنا ابن حميد : حدثنا يعقوب بن عبد الله بن سعد القمي الأشعري عن جعفر بن أبي المغيرة الخزاعي عن سعيد بن جبير قال : قال رجل لابن عباس { الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن } الاَية. فقال ابن عباس : ما يؤمنك إن أخبرتك بها فتكفر.

وقال ابن جرير : حدثنا عمرو بن علي ومحمد بن المثنى قالا : حدثنا محمد بن جعفر, حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي الضحى عن ابن عباس في هذه الاَية { الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن } قال عمرو : قال في كل أرض مثل إبراهيم ونحو ما على الأرض من الخلق.

وقال ابن المثنى في حديثه : في كل سماء إبراهيم, - تفسير جانبي - اي انه في كل ارض مثل ابراهيم بنا بيوت الله عز وجل في كل ارض كعبة وفي كل ارض مؤمنين متوازية من السماوات السبع والارضين السبع تحت جبال الحجاز




وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر من طريق أبي رزين قال : سألت ابن عباس هل تحت الأرض خلق ؟؟ , قال : نعم ألم تر إلى قوله تعالى : ( خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن ) الطلاق

أخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: كنت مع رسول الله علية السلام في غزوة تبوك إذ عارضنا رجل مترجب - يعني طويلاً- فدنا من النبي – صلى الله علية واله وسلم - فأخذ بخطام راحلته فقال: ( أنت محمد ) ؟ قال: نعم قال: إني أُريد أن أسألك عن خصال لا يعلمها أحد من أهل الأرض إلا رجل أو رجلان فقال: سل عما شئت قال: يا محمد ما تحت هذه- يعني الأرض -؟ , قال: خلق , قال: فما تحتهم ؟ قال:أرض قال : فما تحتها ؟ , قال:خلق , قال: فما تحتهم ؟ قال أرض حتى انتهى إلى السابعة،(أي عد سبع أراضين) " الى قول " قال: فما تحت الثرى؟ ففاضت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبكاء؟ فقال: انقطع علم المخلوقين عند علم الخالق أيها السائل، ما المسؤول بأعلم من السائل. قال: صدقت، أشهد أنك رسول الله يا محمد، أما إنك لو ادعيت تحت الثرى شيئًا، لعلمت أنك ساحر كذاب، أشهد أنك رسول الله، ثم ولى الرجل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيها الناس هل تدرون ما هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: هذا جبريل ))[/b]
قال أبو الشيخ في العظمة (2/644): حدثنا ابن الجارود حدثنا محمد بن عيسى الزجاج حدثنا عامر بن إبراهيم عن الخطاب بن جعفر بن أبي المغيرة عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رجلا أتاه فسأله عن هذه الآية : ( الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن) ، يسأله ثلاث مرات ، فلم يرد عليه شيئا ، حتى إذا خف عنه الناس، قال له الرجل : ما يمنعك أن تجيبني ؟ قال: ما يؤمنك إن أخبرتك أن تكفر ؟ قال : أخبرني ، قال : « سماء تحت أرض ، وأرض فوق سماء ، مطويات بعضها فوق بعض ، يدور الأمر بينهن، كما يدور هذا الجردناب الذي يدور بالغزل عليه »،

وعن رسول الله صلى الله علية واله وسلم (( يا اهل مكة يا معشر قريش أنتم بحيال وسط السماء )) أي بجبالً وسط السماء فمن فوقهم سماء ومن تحتهم سماء
هل يعني ذلك انه يوجد شعوب من البشر تسكن تحت الارض ام ماذا؟



وروي في سبب بنيان البيت أن الله سبحانه لما قال لملائكته (( إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ. )) [ البقرة 29 ] .

خافوا أن يكون الله عاتبا عليهم لاعتراضهم في علمه عليه فطافوا بالعرش سبعا ، يسترضون ربهم ويتضرعون إليه ان يغفر لهم اعتراضهم فأمرهم سبحانه أن يبنوا البيت المعمور في السماء السابعة وأن يجعلوا طوافهم به فكان ذلك أهون عليهم من الطواف بالعرش ثم أمرهم أن يبنوا في كل سماء بيتا ، وفي كل أرض بيتا ، فغفر لهم قال مجاهد : هي أربعة عشر بيتا ، كل بيت منها منا صاحبه أي في مقابلته لو سقطت لسقطت بعضها على بعض .

واذا حسبنا اسطح الاراضين فانا سنجد ان للاراضين السبع لها اربعة عشر سطحا تستقر علية الخلائق ؛ ولله أربعة عشر بيتا جعلها الله لخلقة من بني أدم يطيفون بها كما تطوف الملائكة بعرش الرحمان في السماء السابعة فيتوب الله عليهم كما تاب على ملائكتة في أعتراضهم على الله لخقلة جدنا أدم علية الصلاة والسلام .

فلهذا جعلها الله سنة في كل أرض من أرضه وسماء من سمائه بأن أمر الملائكة بأن تجعل بيوتً له فيهن ليتوب على عبادة الذي اصطفى ؛ لهذا سميت عبادة الطواف " بسنة الملائكة "
ذكر بتفسير الطبري

عَنْ مُجَاهِد, قَالَ: هَذَا الْبَيْت الْكَعْبَة رَابِع أَرْبَعَة عَشْر بَيْتًا فِي كُلّ سَمَاء بَيْت, كُلّ بَيْت مِنْهَا حَذْو صَاحِبه, لَوْ وَقَعَ وَقَعَ عَلَيْهِ, وَإِنَّ هَذَا الْحَرَم حَرَمِي بِنَاؤُهُ مِنْ السَّمَوَات السَّبْع وَالْأَرَضِينَ السَّبْع.

قَالَ عَمْرو: قَالَ: فِي كُلّ أَرْض مِثْل إِبْرَاهِيم وَنَحْو مَا عَلَى الْأَرْض مِنْ الْخَلْق. وَقَالَ اِبْن الْمُثَنَّى: فِي كُلّ سَمَاء إِبْرَاهِيم.

وهذا لأن الله سبحانه وتعالى جعل في كل أرض من الأراضين السبع مثل جدنا أبراهيم ليعمر الكعبة في كل سماء وفي كل أرض

قال تعالى :


قال تعالى : ( وَإِذْ يَرْفَعُ إبراهيمُ الْقَوَاعِدَ مِنْ الْبَيْتِ وَإسماعيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ )


و هذه الرسمة التوضيحية على ذالك فبيوت الله سبحانه الذي جعلها في الأراضين السبع حيال بعضها البعض من فوق الكعبة المشرفة





قال تعالى
( جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاس) اي للناس كافة
وروي عن اِبْن عَبَّاس, فِي قَوْله { سَبْع سَمَاوَات وَمِنْ الْأَرْض مِثْلهنَّ } قَالَ: لَوْ حَدَّثْتُكُمْ بِتَفْسِيرِهَا لَكَفَرْتُمْ وَكُفْركُمْ تَكْذِيبكُمْ بِهَا.

وروي عن سيدنا عبد الله بن عباس _ رضي الله عنه -(( هذه الكعبة ، وأنها بيت واحد من أربعة عشر بيتا )) فان الله على كل شيء قدير


فقد أوجد الله سبحانه وتعالى في كل ارض من الاراضين السبع بيت " كعبة مشرفة " تحت كعبة ابينا ابراهيم التي بمكة المكرمة كعبة مثلها لامم بني ادم الاخرى التي تسكن فيما بين طبقات الاراضين السبع

وهن حذاء بعضهن البعض .

فالمهدي علية السلام سوف ينشر دين الله عز وجل في جميع الاراضين السبع ويعدعوا الناس لتوحيد الله عز وجل والحج الى بيوت الله الحرام في كل ارض كما دعاهم ذو القرنين علية السلام ونبي الله سليمان عليه السلام الى التوحيد فيما قبل

ووعد من الله الينا اننا سوف نحكم الاراضين السبع كلها

وقال السيوطي في " الحاوي " : " وأخرج ابن الجوزي في تاريخه عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال : قال رسول - الله صلى الله عليه واله سلم - " ملك الأرض أربعة مؤمنان و كافران فالمؤمنان ذو القرنين وسليمان والكافران نمروذ وبخت نصر وسيملكها خامس من أهل بيتي " يعني المهدي علية الصلاة والسلام

حدثنا احمد بن محمد عن ابن سنان عن ابى خالد و ابو سلام عن سوره عن ابى جعفر عليه السلام قال : (( ان ذا القرنين قد خير السحابين فاختار الذلول و ذخر لصاحبكم الصعب قال قلت و ما الصعب قال ما كان من سحاب فيه رعد و صاعقة أو برق فصاحبكم - أي المهدي - يركبه اما انه سيركب السحاب و يرقى في الاسباب أسباب السموات السبع و الارضين السبع خمس عوامر و اثنان خراب )) .




قال تعالى :

(( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَات وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْء عِلْماً وان الله على كل شيء قدير )) الطلاق اية 12

(( جاء بتفسير القرطبي ))


قول الجمهور - أنها سبع أرضين طباقا بعضها فوق بعض ، بين كل أرض وأرض مسافة كما بين السماء والسماء ، وفي كل أرض سكان من خلق الله قال الماوردي : على أنها سبع أرضين بعضها فوق بعض تختص دعوة أهل الإسلام بأهل الأرض العليا ، ولا تلزم من في غيرها من الأرضين وإن كان فيها من يعقل من خلق مميز . وفي مشاهدتهم السماء واستمدادهم الضوء منها قولان : أحدهما : أنهم يشاهدون السماء من كل جانب من أرضهم ويستمدون الضياء منها . وهذا قول من جعل الأرض مبسوطة . والقول الثاني : أنهم لا يشاهدون السماء ، وأن الله تعالى خلق لهم ضياء يستمدونه . وهذا قول من جعل الأرض كالكرة . فعلى هذا إن لم يكن لأحد من أهل الأرض وصول إلى أرض أخرى اختصت دعوة الإسلام بأهل هذه الأرض ، وإن كان لقوم منهم وصول إلى أرض أخرى احتمل أن تلزمهم دعوة الإسلام عند إمكان الوصول إليهم ; لأن فصل البحار إذا أمكن سلوكها لا يمنع من لزوم ما عم حكمه ، واحتمل ألا تلزمهم دعوة الإسلام لأنها لو لزمتهم لكان النص بها واردا ، ولكان صلى الله عليه وسلم بها مأمورا . والله أعلم ما استأثر بعلمه ، وصواب ما اشتبه على خلقه .

ايضا يقول الجمهور من علماء التفسير ( كما نقل عن الماوردي ) عن هذه الآية :

( أي سبع ارضين طباقا .. بعضها فوق بعض .. بين كل ارض وأرض مسافة بين السماء والسماء .. وفي كل ارض سكان من خلق الله )

ويقول الماوردي :

وعلى أنها سبع أرضين بعضها فوق بعض .. تختص دعوة أهل الإسلام بأهل الأرض العليا .. ولا تلزم من في غيرها من الأرضين وإن كان فيها من يعقل من خلق مميز .. أنظر الجامع لأحكام القرآن للقرطبي .


فما ورد بالحديث :

{ما السموات السبع وما فيهن وما بينهن، والأرضون السبع وما فيهن وما بينهم، في الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة } رواه ابن حبان عن أبي ذر رضي الله عنه ـ

وروى ابن حبان من حديث صهيب رضي الله عنه أن محمداً صلى الله عليه وسلم لم ير قرية يريد دخولها إلا قال حين يراها { اللهم رب السماوات السبع وما أظللن ورب الأرضين السبع وما أقللن ورب الشياطين وما أضللن ورب الرياح وما أذرين إنا نسألك خير هذه القرية وخير أهلها ونعود بك من شرها وشر أهلها وشر ما فيها }

وما رواه النسائي وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال { لو أن السموات السبع وعامرهن، والأرضين السبع جعلن في كفة، ولا إله إلا الله في كفة؛ لمالت بهن لا إله إلا الله }
وغيرها كثير،،،،